![]() |
| م. ممدوح الطوايعه |
عسى - م. ممدوح الطوايعه - الأردن
يحتفل الشعب الفلسطيني في 30 آذار من كل عام بذكرى يوم الأرض ويتضامن معهم الشرفاء من الأمتين العربية والإسلامية ، وتعود ذكرى هذا اليوم الى آذار عام 1976 بعد أن قام الكيان الصهيوني بمصادرة آلاف الدنومات من الملكيات الخاصة أو المشاع ، حيث تبع هذا الحادث اضراب شامل من الجليل الى النقب وهي المرة الأولى التي يتحد فيها الفلسطينيون ضد المحتل منذ عام 1948.
لعل أحد يظن أن السنين كفيلة بنسيان الأرض ، ومن يظن ذلك واهم أو في عقله خلل ، الأرض يحافظ من هو عليها ولا ينساها منذ انتزعت منه من الاحتلال ، وأود أن أحكي هذه القصه سمعتها قبل شهر في بيت عزاء حيث تحدث شيخ من وجهاء قبيلة الجبارات وقال عندما اردت الذهاب الى فلسطين في زيارة لمشاهدة اراضينا المغتصبة عام 1948، جاء ليودعني أحد الأقارب وطلب مني أن أحضر له من تراب أرضه في فلسطين المحتلة وشدد في طلبه وقلت له إن شاء الله احضر لك ما تريد ، وظل كل يوم يتصل للاطمئنان عن صحتي ويدعوني الى العوده بسرعة وعدم التأخر وكان كل يوم يلح في طلبه ويدعوني الى الإسراع وبعد اسبوعين عدت وجاء وسلم علي وتعلل عندي وهو يسأل عن الأرض واعطيته التراب الذي طلب ، وفي اليوم الثاني جاء خبر وفاته وعلمت انه قد وصى ابنائه أن يوضع تحت رأسه تراب أرضه في فلسطين عند موته وتم دفنه ووضع تراب أرضه في فلسطين تحت رأسه .
وقال رجل كان يسمع القصة في السبعين من عمره أنه عندما زار فلسطين احضر كيسا من التراب وقام بوضع حفنة من التراب عند كل قبر من قبور كبار القبيلة ، الذين ماتوا وهم يحلمون بالعودة الى أرضهم وظلت قلوبهم معلقة بها.
وتذكرت حادثة قديمة أخرى أنه عندما احضرت امرأة قادمة من فلسطين من القمح المزروع هناك وأرسلته الى شق (ديوان ) كان يتواجد فيه عدد من كبار السن قام معظمهم بأكل تراب جذور القمح وبكى جميع من كان في الديوان.
استولى الصهاينة على فلسطين وهجّروا معظم سكانها عاما 1948 و 1967 ولا زالوا يمارسون كل الوسائل لتنفيذ مخططاتهم بمصادرة الأراضي وتهجير أهلها ويتصدى الفلسطينيون بكل حزم وصمود لسياسات الهدم والتهجير والتشريد تجاه العائلات الفلسطينية ، وخير مثال على الصمود ما يحصل في قرية العراقيب شمال بئر السبع حيث تم هدمها أكثر من 80 مرة.
الأرض لا يعرف قيمتها إلا من فقدها وهنا اتذكر كلمات لأحد كبار السن يتجاوز عمره المائة عام عندما سمعته يقول لشاب فقد أباه يا ابني أن اليتيم هو يتيم الوطن والأرض وليس يتيم الأب والأم.
سنبقى نحتفل بهذا اليوم الى أن تتحر فلسطين كل فلسطين وسيبقى بعد التحرير يوما وطنيا فلسطينيا للحق وليس للباطل واعوانه.
م. ممدوح الطوايعه

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق