أخر الاخبار ;

السبت، أبريل 04، 2015

الأستاذة سلوى عبدالرحيم العمري تكتب: اليوم العالمي للتوحد 2 ابريل 2015


اليوم العالمي للتوحد 2 ابريل 2015


عسى - سلوى عبدالرحيم العمري - السعودية 


    في المستشفى قال الطبيب والممرضات لماذا لا تسيطرين على ابنك فهو يثير الفوضى...
في السوق تنهال علينا سياط النظرات وكأننا أمهات وأباء لم يستطيعوا تربية أبنائهم فالناس تظنه دلع ... 
في المطار نحن فرجة وفي الطائرة مصدر ازعاج .. 
وفي محيط الأهل والأقارب لما كلموه ولم يدرك لم يرد ولم يتواصل قالوا مجنون ...
    كيف أشرح لهم أن ابني ليس مجنون وليس قليل أدب وأنه ليس طفل "دلوع" .. وأنني ووالده نتناوب ساعات النوم لأن ساعات نومه قليلة ولأنه لا يعرف الوقت ولا يدرك معنى الليل؟
    كيف أشرح لمديرتي أنني أمضيت ساعات طويلة ليلا ساهرة لطفل لا يعرف النوم الا لسويعات وأن تأخري لدقائق هو انجاز فمثلي لا يعرف الراحة ولا المبيت المتواصل؟
    كيف أشرح لجيراني عندما يغافلني ويهرب عندما يُترك الباب بدون قفل ولو للحظة ..لثانية .. كيف أشرح لهم أني غير مهملة وأني جندي مجند لمراقبة طفلي 24 ساعة هذا مع مراعاة البيت والإخوة ..؟
    كيف أشرح لهم أني مرهقة؟ جسدي مرهق وعقلي مرهق وقلبي مرهق؟
    كيف أشرح لهم أن نظراتهم تزعجني ، وأن تعليقاتهم تقتلني ، وأني لست أما مهملة ، بل موجوعة ، وأني أتألم كل يوم ألف مرة ، وأني أمر بمرارة الفقد دوما ..؟ 
    فقدُ ابني حبيبي في متاهات التوحد وضياع الطفولة الشقية والأماني الحلوة .. وأني متخبطة في هذا العالم بين مجتمع لا يفهمني ، ومرض لا يرحم ، ورايات منكسة لحقوق لم ترسم .. 
    وأني عندما تفتح المدارس والرياض أبوابها ويقترب العام الدراسي أبكي ، فأنا فقط أريد أن أحلم أني أشتري له الحقيبة المدرسية والدفاتر والألوان. . 
    وأني عندما أرى حافلة المدرسة صباحا أبكي فإبني ليس معهم ، وأني في أول يوم دراسي أبكي حيث تنهض كل عصافير عمان للرياض والمدارس وابني ليس معهم... 
وأني فقط أتمنى لو أقرأ له قصة .. وأن طعم العيد من بعد توحده اختلف فلا يعرف ثوب العيد الجديد ولا العيدية ولا الهدية ولا زيارات الأقارب... 
    فصباح العيد شابته المرارة خاصة بأنه رفض ثياب العيد وتعلق بالملابس نفسها التي تعود لبسها كل يوم ، وبعد أن بدأ اليوم بنوبة صياح بغير سبب .
    وأني لدى زيارتي للأهل أجند اخوته حراسا لئلا يخرج إلى الشارع أو يعرض نفسه للخطر .. ولهذا زياراتي قصيرة ومتوترة. .. وأن كل المشاوير تعب . وأن كل الرحلات صعبة ..
كل المناسبات تحاصرني وتضع ابني رغما عني في المقارنة ، وتنزل دموعي رغما عني حتى لو احتسبت الصبر فهي تلاحقني وتنتزع العبرات من أحداقي كأنها رغما عني ، تمتحن قدرتي على مقاومة البكاء .!

سلوى عبدالرحيم العمري









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عاجل

عـــاجل

اقتصاد

كتاب عسى

مشاركات

مقالات مختارة

على مكتب المسؤول

اعلانات مبوبة

اعلانات مبوبة

همسات نابضة

ابواب ثقافية

عالم الجريمة

تعليم وجامعات

رياضة

فن وفنون

منوعات وتقنيات

شاشة عسى

تابع الصحف الخليجية مع عسى

جميع الحقوق محفوظة لوكالة عسى الاخبارية ©2015