--------------
الشاعرة نـاهـدة الـحـلـبـي - لبنان
--------------
يــــا لــلأُبــاةِ وهــــم بــــدارِ رخـــاءِ
وأذلَّــــــــةٍ بـــتـــغــرُّبٍ وشــــقــــاءِ
كـالليل أعـشى الـبدرَ عـند طـلوعهِ
حـاكـى الـقـذى فــي مـقـلةٍ نـجلاءِ
لـــو كـــان لـلـتاريخ ذاكــرةٌ قـسـتْ
مـــن حــومـةِ الآثــام فــي الـقُـرْباءِ
يـسـتعجلون الـحـتفَ حـيـن بُـلـوغهِ
مُــهــجٌ تـنـاسـتْ بـهـجـةَ الأضـــواءِ
شَــرَقــتْ بـدمـعـتـها فــكــلُّ بـلـيَّـةٍ
ومـــنـــيَّــةٍ مــخــضــوبـةٍ بــــدمـــاءِ
يـسـعى الــى بــرٍّ وتـقـوى صـاغِـرًا
إذ بـالـنُّـهى فــي الـحُـظوةِ الـنـكراءِ
هــــدَّ الــضـلالُ مــنـازِلاً أنَّـــى لــنـا
أن نــرتــقـي يــومــاً ذرى الـعـلـيـاءِ
خـــذْ بــالأمـرِّ بــدمـع طـفـلٍ شــارِدٍ
أخـشـاك نـصـرًا فـي رؤى الـشعراءِ
تـثِـبُ الأســود تـوجُّـسًا مــن غـزوةٍ
نـصـلاً هَـلـوعًا فــي رَحـى الـهيجاءِ
مــــن لـلـحـضـارة يـسـتـرد إبــاءهـا
وقَــــدِ اعْـتـلَـيـتََ مــنـابـرَ الـجُـهَـلاءِ
فـنـصـافح الــجـلَّاد نـسـكـبُ دمـعـةً
لــــمــــآثــــرٍ مــــــوفــــــورةِ الأرزاءِ
ما أرخص الشهداءَ كم يُفري الحشا
غــــزْوَ الــعــدوِّ مــقـابـرًًًًَ الــشـهـداءِ
مـــن ذَا يُـسـعِّرُ خـافـقًا بـمـحاجري
وبـمـرتـعٍ خَــضِـرٍ وفـــي صـحـرائـي
فـالـلـيل مـــا وشَّـيـتـهُ نـجُـمـا بــهـا
كــالـروحِ جــذلـى لـــو بُـعَـيْـدَ رِثـــاء
قـــدرٌ ظــلـومٌ قـــد تَـحـيَّفهُ الــردى
فـشَـكِـيَّـتـي لِــضـمـائـرِ الــشُّـرفـاءِ
دمــعُ الـمـآقي مـثـل صـبـريَ مـالحٌ
طــعـمُ ألـلـمى لـلـثغر حــال ظِـمـاءِ
نــــــــاهــــــــدة الــــحــــلــــبـــي
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق