نشر الكراهية تستطيع أن تحول أي خلاف من خلاف لا يفسد للود قضية الى خلاف يحمل بين طياته الأحقاد والكراهية فتتولد العداوة بين الأخوة الشركاء فى الوطن لتأتي بعد ذلك المنازعة التي يتأول فيها كل طرف من الأطراف المتباغضة بأن موقفه هو الحق المبين ومن خالفه على الباطل ليبدأ الصراع علي هذا الأساس فإذا لم يتدارك العقلاء والحكماء الموقف فسوف يصل الأمر الى أن يتأول كل طرف تكفير الطرف الآخر وتحريض اتباعه على العنف لتبدأ موجة من استباحة الدماء والأعراض والأموال فإذا سال الدم فإنه لا ينقطع فالدم لا يجلب إلا الدم ولنا في العراق وسوريا وليبيا واليمن العبرة والعظة كل هذا سببه السكوت على نشر الكراهية . فبماذا تبدأ الكراهية : تبدأ بتوجيه السباب والشتائم للطرف الآخر وجعله مدعاة للاستهزاء والسخرية فيبدأ الطرف الآخر بسلوك نفس النهج والرد بتوجيه السباب والشتائم ثم يتحول الأمر بينهما الى تأليف الشائعات الظالمة التي لا تترك شيء حتى تصل إلى التطاول على الأعراض ليظهر الطرف الآخر بمظهر مشين فيرد الطرف الآخر أيضا بإثارة الشائعات الظالمة وبهذا يتعاظم الحقد والغل ليعمي بصيرة كل هذه الأطراف المتباغضة ليتأول كل طرف تكفير الطرف الآخر لتبدأ موجة من التحريض على العنف وتوظيف كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الغرض لتبدأ الفتن تطل على وجه الدولة وتذهب قوة الدولة واقتصادها في مكافحة آثار نشر الكراهية فتغلو الأسعار وينتشر الفقر والبطالة والتي سوف تزيد نار الفتنة اشتعالا . مع أننا إذا قمنا بمواجهة من يقومون بنشر الكراهية من البداية فلن نتكلف كثيرا فقط نضع قوانين صارمة تجرم من يقومون بتوجيه السباب والشتائم وتجرم مثيري الشائعات وتجرم من يحرضون على العنف وتوقيع أقصى العقوبات عليهم وأتمني إن تكون الدولة فى منتهى الحزم في عدم السكوت على من يسعون لنشر الكراهية بين شركاء الوطن وان تكون حازمة حتى مع مؤيديها وتأديبهم إذا لجأوا الى هذا النهج في نشر الكراهية فإن العدل أساس الملك وأتمني من الجميع المؤيدين والمعارضين ونحن في شهر رمضان الكريم ان يستغلوا هذا الشهر المبارك في نشر روح المحبة والأخوة والرحمة وان يتوقفوا نهائيا عن كل ما يدعو الى نشر الكراهية . حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق