أخر الاخبار ;

الجمعة، يونيو 03، 2016

♧♧ الولاءُ والإِحترامُ ♧♧ ♧ وحلاوةُ الصمت ♧ بقلم صباح تفالي

♧♧ الولاءُ والإِحترامُ ♧♧
♧ وحلاوةُ الصمت ♧

بقلم صباح تفالي 


    حين يوليكَ أحدُهم اهتمامَه وحبَّه.. ويهبُك نفسَه وكيانَه وقلبَه.. يعني هذا أنَّه خصَّك بولائِه المطلقِ مدى الحياة حسبَ نيَّتِه ونبضِ حسِّه.. وأصبح مجبولاً على الوفاءِ والولاءِ لك.. ولم يعدْ بحاجةٍ لأن يقاومَ أيَّ إغراءٍ لتركِك أو خيانتِك أو التخلي عنكَ.. وبذلك قد تصبحُ كلُّ حياتِه رهينةً بين يديكَ.. سواء كان موظفا عندك بالعمل قد تفانى في عملِه معك.. أو خادما قد نذرَ نفسَه لخدمتِك طولَ حياتِه.. أو زوجةً مطيعةً أحبتك فجعلت حياتَك جنة.. أو أيّاً كان قد خصَّك بهذا الولاء.. وبالتالي إذا أيّاً منهم لم يلاقِ منك جزاءً ولا شكورا فهذا ظلمٌ وقسوةٌ ونسفٌ لنبضِ الإنسانيةِ وحقوقِها.. ونبذٌ كذلك للعرفانِ بالجميل..
    وحين تكونُ لطيفا ومؤدبا مع من لا قيمة لهم أحيانا.. أو مع من تعجرفَتْ طباعهُم بالغرور أوغيرِه.. وتكون ردَّةُ فعلِك عند الأذى أو الإهانةِ راكنةً ساكنة.. فهذا قطعا ليس ضعفاً منك.. وإنَّما هو بادِرٌ من حسنِ أخلاقِك.. وقوَّةِ إيمانِك.. وتحكُّمك في النفسِ عند الغضبِ.. قطعا سوف تُتممُ صمتَك.. وتتركُهم في صمتِك محتارون يتفَكَّرون.. علَّهم يتأثرون بك فيتراجعون.. فالزمان كفيلٌ بأن يغَيِّر من أطباعهِم.. ويُنَحِّيهم عن طريقِ الفُحْش والسَّفاهةِ أَوالبغي والتَّطاولِ والإنحراف.. -أصلحهم الله- عندما يصْحون..
    أما حين نصمتُ عند الغضبِ.. ويظلُّ لسانُنا ملجما متحفِّظا متحصِّنا بذكرِ الله.. فهذا لا يُعتَبَرُ ضعفاً منا.. أبدا.. وإنما هو قوةٌ صارخةٌ ترقِّينا وترفعُ من قيمتِنا.. إن كان مع السفيهِ فهو قهرٌ ناسف له.. وإن كان عند سوءِ الظنِّ فهو عقابٌ أليمٌ لقلبِه عند النَّدمِ بعدَ أن تظهرَ الحقيقةُ له.. وإن كان في المجالسِ التي يكثر فيها اللغوُ والضجيجُ.. فهو قيمةٌ ووسامٌ وميزةٌ لا يحسنُها إلا مَن تأهَّلَت نفسُه إلى مرتبةِ الرقيّ فيُدعى له وليس عليه.. وإنْ كان أمامَ الوالدين.. فهو برٌّ وثوابٌ ونيلُ رضى اللهِ ورضى الضمير.. وقد يحْتَدي به كلُّ مَن حوله.. 
    وحين يكونُ الصَّمتُ للتأملِ في أحوالِ الدُّنيا والآخرة.. ورصدِه للنظرِ العميقِ في استخراجِ حلولٍ ينقذُ بها نفسَه والبشريةَ عن طريقِ موعظةٍ أو نظريةٍ.. أو تنويرٍ شاملٍ.. كان كتابةً أو تطبيقا.. يكون بذلك قد سما بعقلِه ونفسِه وروحِه إلى ما يحبُّه اللهُ ويرضاه.. فتتضاعفُ حسناتُه.. وتُكفَّر ذنوبُه ويكون من الفائزين بإذن الله بسمُوِّ تفكيرِه وتدبيرِه النافع.. 
    لذلك لابد أن نُعِزَّ ونحترمَ أهلَ الولاءِ وأهلَ الإحترامِ والصمتِ المحمودِ.. وأن نباركَ روحَهم ومسارَهم ونجزيَهم أحسنَ الجزاء.. ولابد لنا أن نحترمَ بعضَنا.. وأن نتَفهَّم غيرَنا.. وأولادَنا وأهلَنا وأصدقاءَنا ومن حولنا.. أن نعطيَ لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه من الحبِّ والجزاء والإحترام وحق التعبيرِ ككيانٍ إنساني متواجدٍ يحقُّ له أن يعيشَ ويسعدَ ويعبرَ عن روحِه بالمطلق.. وأن ندعوَ لنا ولغيرنا في ظهرِ الغيب.. حتى تستقيمَ أمورَنا وأمورَهم.. ونتفانى في محبةِ واحترامِ وتعزيزِ كل من يستحقُّ ذلك حسب الواجب والموجب.. فالله يُثَبِّتُ أعمالَنا وملائكتُه والقلمُ.. وما نأتي من خيرٍ وإحسانٍ مُعْلَنٌ عند الله.. إلى يومِ الدين.. 
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه..
صباح تفالي









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عاجل

عـــاجل

اقتصاد

كتاب عسى

مشاركات

مقالات مختارة

على مكتب المسؤول

اعلانات مبوبة

اعلانات مبوبة

همسات نابضة

ابواب ثقافية

عالم الجريمة

تعليم وجامعات

رياضة

فن وفنون

منوعات وتقنيات

شاشة عسى

تابع الصحف الخليجية مع عسى

جميع الحقوق محفوظة لوكالة عسى الاخبارية ©2015