أخر الاخبار ;

الأربعاء، مايو 18، 2016

أمي ماتت ومات معها كل شيء بقلم \ فراس الطلافحة

أمي ماتت ومات معها كل شيء

بقلم \ فراس الطلافحة  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






أمي ماتت ومات معها كل شيء ..... تلك هي كانت إجابة الطفل محمد عبد الكريم الطالب في الصف الخامس الإبتدائي في إحدى المدارس في جمهورية مصر العربيه بعد أن طلب الأستاذ منهم في أربع أسطر أن يتكلم كل من في الصف عن والدته ليأتي الجواب والرد في سِتَةِ كلمات تختزل قهر يتيم ورساله لنا نحن العقلاء أبكتنا لِتُدمي قلب كل من في داخله بقايا من عاطفه ولِتُحرك ذلك الشعور الفطري بحاجة الإنسان لوالدته صغيراً كان أو كبيراً , كلمات كبيره بمعانيها صادقه بمشاعرها تحاكي حنين الروح للروح وذاك الألم الرابض في صدره بفقد والدته , كيف كانت حالتك أيها الكبير عندما بدأت بكتابة أول كلمه ماتت وماهي القوه التي تملكها لتكمل بأغلى وأجمل كلمها ننطقها جميعاً أمي وكيف كانت حركات يدك وحشرجات صدرك وكيف هي غصتك وأنت تنطق بها وربما صورتها كانت ماثله أمامك ودموعك تتوارى خجلاً في مقلتيك لتنهي جملتك على عجلٍ بأن مات معها كل شيء جميل ليرتاح قلبك أنك رددت إليها بعضاً من الجميل والدين الذي بذمتك لها فهل يتأسى بك الكبار وأنت الأكبر منهم قدراً بِحسن صنيعك وبجمال مفرداتك التي تُغني عن آلاف الكلمات والمحاضرات والصور .
مُحَمَد لك أن تفتخر بأمك ولك أن تفرح بموتها والذي كله إباء وعِزَه , هي لم تمت في كباريه ولم تمت في أحضان رجل ولم تمت وهي تأكل لحم هذا ولحم تلك , هي ماتت بميدان الحق بميدان التغيير بميدان الإجماع على الموت بشرف لنصرةِ دين الحق ونصرته على الباطل فلقد ماتت على يد الأوباش المتعطشين للدماء شهيده إرتقت بإذن الله لجنات النعيم , أم محمد توفاها الله في ميدان التحرير في أحداث 25 كانون الثاني عام 2011 .
يقال أن المعلم قد مَنَحَ مُحَمَد علامة السؤال كامله على هذه الإجابه , لا أعلم هل هذه العلامه تجبر كسر نفسه وتَصدع مشاعِره بتلك اللحظات ولا أعلم هل كان المعلم يعلم أن في الصف طالب فاقد لأمه عِندَ توجيه مثل هذا السؤال ...؟؟ فإن كان يعلم فتلك مصيبه والله وإن كان لا يعلم فالمصيبة أكبر والله وأين دور المعلم ومعرفته بظروف طلابه الحياته والخاصه والتي يلامس من خلالها واقعاً يعيشونه فيقترب منهم فيعطف على اليتيم ويُسَلي عن ذاك البائس الفقير فيكون الأب والأخ والمعلم العطوف عليهم ولا يتعرض لما يؤذي مشاعرهم ولو كان بسؤال من المقرر عليهم بدروسهم .
أمي ماتت ومات معها كل شيء , جُمله لو غُمست بماء البحر لَكَدَرَت صفوه وهدوئه ولو سمعها جبلُ لتخلخت أركانه وخُلِعَت أوتادُه ولكن تمُرُ على الإنسان أخو الإنسان فلا يُلقي لها بالاً ويشيح بوجهه ليقول في سِره الله المستعان دون أن يُقَدِم شيء ولو كان ذاك هو الشعور والذي هو أقوى وأدوم مِن كُلِ علاقات الدنيا الإنسانيه .










مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عاجل

عـــاجل

اقتصاد

كتاب عسى

مشاركات

مقالات مختارة

على مكتب المسؤول

اعلانات مبوبة

اعلانات مبوبة

همسات نابضة

ابواب ثقافية

عالم الجريمة

تعليم وجامعات

رياضة

فن وفنون

منوعات وتقنيات

شاشة عسى

تابع الصحف الخليجية مع عسى

جميع الحقوق محفوظة لوكالة عسى الاخبارية ©2015