أخر الاخبار ;

السبت، أبريل 18، 2015

المهندس هشام نجار يكتب : استقالات أمريكية بالجملة .. أسبابها ودوافعها ..

المهندس هشام نجار
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار

استقالات أمريكية بالجملة
.. أسبابها ودوافعها ..


عسى - المهندس هشام نجار - سوريا

    إقالات الوزراء في بلاد العرب لا تلفت إنتباه أحد .. حيث أن هذه الإقالات تمر في حياتنا مرورا عابرا ، فالوزير أو ما هو في منصبه ليس إلا أداة تستخدم لتنفيذ توصيات الديكتاتور ، ولكن الإقالات والإستقالات في بلاد الغرب لها مدلول آخر ..
فماذا تعني إستقالة أو إقالة وزير دفاع أمريكا مستر هاغل منذ اشهر؟
وماذا تعني إستقالة أو إقالة الجنرال مايكل ناغاتا المسؤول عن تدريب المعارضة السورية في يوم ولادتها والتي تشابه طلاق العريس لعروسته في يوم العرس حيث مازال الطبل والزمر يملأ مكان الاحتفال ضجيجا.؟
بل وماذا يعني إختلاف وجهات نظر قادة البنتاغون عموما مع صاحب البيت الابيض؟
وجهات نظر المحللين مختلفة حول هذا الموضوع الغير مألوف بهذه الدرجة في الأوساط الغربية . 
فهل يخبئ هذا الرئيس أمرا مخجلا في نفسه ولكنه لا يريد أن يبوح به صراحة مما حير مستشاريه العسكريين فبدأوا بالتساقط واحدا تلو الآخر. 
فعندما يستقيل المسؤول العسكري عن تدريب ما سمي ب "المعارضة السورية المعتدلة " وفي اليوم الأول من بدء برنامج التدريب؛ ليعلن ترك منصبه فإن علامات الإستفهام حول مغزى الخطوة وتوقيتها يثير جملة من الإستفسارات.
وحسب المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية "إيمي ديريكفروست" فقد استقال الجنرال "مايكل ناغاتا المسؤول العسكري الأميركي عن تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة منصبه، لكن برنامج التدريب على حد قولها سيبقى قائما تحت إمرة القيادة الأمريكية.
أليس هذا تصريحا مضحكا كسائر تصريحات مسؤولي السياسة الامريكية حول الوضع في سوريا؟ 
عن أي برنامج تدريب تتحدث هذه السيدة .. ؟
عن 500 مقاتل على أكثر تقدير ..!
عن تدريب لنظام منضم والسير بالإستعراضات..؟
عن استخدام بندقية M16 ؟
ثم ما وزن هؤلاء ال500 في ثورة تضم تسعين ألف مقاتل!
فهذه التصريحات تكشف عن هشاشة برنامج اوباما لتدريب المعارضة والذي لا يصب اطلاقا في مصلحة الثورة السورية فهو التفاف صريح من اوباما على كل الحلول الجدية لإسقاط الاسد سواء كانت عبر إحداث منطقة حظر جوي شمال سوريا أو التفاف على تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تصد خطر طيران الأسد وبالتالي تحقيق انتصار حاسم وسريع على نظامه .
فهل الخلاف بين العسكريين أصحاب البنتاغون من جهة وبين صاحب البيت الابيض من جهة أخرى سببه إستخدام الأخير لهم لتنفيذ مشروعه الغامض ، بينما العسكريين المتمرسين بمهنتهم يسعون للقيام بعمل عسكري ناجح يفتخرون به .. ولكنهم مع اوباما شعروا أنهم مقيدون برغبة اوباماوية كابحة لطموحاتهم بتحقيق انتصارات سواء على داعش أو الاسد أو كليهما ففضلوا الإستقالة على الإهانة العسكرية؟
ربما...
والذي يقودنا الى هذا التحليل هو شعور السوريين بعدم ثقتهم بأوباما ، ولديهم كل الحق بذلك بعد أن خبروا إسلوب هذا الرئيس بإدامة شبح القتل المسلط على رؤوسنا منذ أكثر من أربع أعوام متخذا من كلمة "إرهاب" الدرع الواقي لبرنامجه المشبوه وسندا له بتنفيذ مخطط إنهاك الشعب السوري.
ولكن لماذا يسعى أوباما الى هذا المخطط الجهنمي..؟
فإذا كان دفاعا عن "إسرائيل" فإن إدارة سوريا المستقبل سيكون أمامها ألف مهمة ومهمة ﻹعادة بناء نفسها من جديد. قبل ان تفكر ب "إسرائيل"!

نعود لبرنامج تدريب المعارضة لنقول:
    إن برنامج التدريب صار في خبر كان .. ولكنه أدى مهمته بنظر اوباما إذ أنه شغل حيزا من الزمن لفترة ستة أشهر تقريبا صب في مطمطة الحل في سوريا إسوة بموفدي الجامعة العربية في بداية الثورة الى موفدي الأمم المتحدة والذي كان حضورهم ضروريا لاعطاء مبررات ضخ الاوقات الإضافية لصالح  بشار الاسد عله بمقدوره القضاء على الثورة ، وبالتالي تقوية الحلف الإيراني الذي سيوكل إليه حمل العصا الغليظة نيابة عن أمريكا لتأديب الشعوب العربية عموما. والشعب السوري على وجه الخصوص.
وإعطاء الشيعة دورا اقليميا لقاء مكاسب اقتصادية هائلة.

أعزائي القراء..

    هناك من يحسن النية ويقول إن الغاء برنامج التدريب بهذه الطريقة هو تغير في السياسة الأمريكية لصالح المطالب التركية بتنفيذ منطقة حظر جوي..
أقول لهؤلاء..إن من يريد أن يتوافق مع السياسة التركية في سوريا لا يفتح في هذا الوقت الحرج موضوع ما سمي باللغات الاجنبية (بمذابح ) الأرمن. !
فبابا الفاتيكان أثار هذا الموضوع بطريقة سياسية كان من المفروض أن ينأى عنه في هذا الوقت المحرج.
والمستشارة الأوروبية عرجت على هذا الموضوع أيضا ورفعت من وتيرة إتهامها لتركيا..
ثم لحق بهم اوباما متهما تركيا بهذه المذابح.
فتحول الموضوع الى سيمفونية مدروسة كل أخذ حصته منها.
كل هذه الإستفزازات إذن لا تصب قطعا في تقارب عسكري أمريكي تركي للقيام بعملية رادعة لإسقاط الاسد .

أعزائي القراء..

    أوباما تبنى مشروعا خبيثا تجاه العرب .. وسوريا على رأس هذا المشروع الخبيث .. 
أمامه فرصة ضئيلة للإستمرار في مؤامرته.. وعلى الثوار الوطنيين ولا أقول المعارضة السياسية عليهم الكثير ليقوموا به خلال هذه الفترة القصيرة ، فأول ما يجب القيام به هو توحيد صفوفهم .. والكف عن اصدار البيانات والمهاترات بحق بعضهم.

فياأيها الثوار....

أوباما صنع لكم داعش
وسمح لإيران بالتمدد في أرضكم
وتوافق مع الروس في أمور عديدة لتنفيذ مصالحهم.
ففي توحدكم القضاء على مخطط اوباما بوتين خامنئي..
فهؤلاء جميعا يعرفون أن انتصار سوريا هو انتصار تاريخي سينعكس على واقع الأمة العربية والاسلامية.
فهل أنتم مدركون؟ 

المهندس هشام نجار
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

عاجل

عـــاجل

اقتصاد

كتاب عسى

مشاركات

مقالات مختارة

على مكتب المسؤول

اعلانات مبوبة

اعلانات مبوبة

همسات نابضة

ابواب ثقافية

عالم الجريمة

تعليم وجامعات

رياضة

فن وفنون

منوعات وتقنيات

شاشة عسى

تابع الصحف الخليجية مع عسى

جميع الحقوق محفوظة لوكالة عسى الاخبارية ©2015