همسة في أذن الصمت
عسى - شعر: زرياب الجنوب - ص.م - الأردن
حينَ تراءى الطيفُ
وكنتُ ألاحقُ بعضي
في غار الذِّكرى
تتقاذفُني الأشواقْ
حين أطلت ...
قالت: اكتبْ
ماذا أكتبْ ؟
قالت: اكتبْ
ماذا أكتبْ؟
قالت: اكتبْ
اكتبْ يا حلو القشرة
يحمِلُ في القلب مرارَ الأيَّامِ
كما الدُّرَّاقْ
اكتبْ باسم امرأةٍ
أوجعها الشرقُ
بشرقيٍّ
لا يُدركُ معنى
أنْ تُشرِقَ أنثى
اكتبْ باسم امرأةٍ نَفَخَتْ
في ديجوركَ
فارتدَّ بصيراً
وأفاقْ
هاأنذا
أرسُمُ في دَفترِها
أوّلَ هَمْسٍ
يُمْطِرُها مِنْ جَنّة شِعْري
لِتُرَدّدُهُ الغَيْمةُ لحناً
تَشْدوهُ الآفاقْ
ويراعٍ ساقَتْهُ إليَّ
أقْسَمَ أنْ يَسْتكتِبَ
مِنْ عينيها
أوَّلَ حَرْفٍ
في سِفْر العُشّاقْ
يا دفْتَرَها
يا أرْضاً آليْتُ زراعَتَها
شعراً وجُنونا
كم أخشى من نار صهيلي
أنْ تُفسِدَ طُهرَ الأوراقْ
يا امرأةً
طافَ الجوريُّ بمخدعِها
يَتَشَهَّى الحُلْمُ زيارتَها
يختلِسُ البدرُ
النّظرةَ لبهاء طفولتِها
يتغنّى الحسّون
ببسمتها
كم أتشهَّى
لو كنتُ الليلَ وسادَتَها
لو كنتُ النّسمةَ
تعبرُ لفضاء عذوبتها
أتُرى سأظلُّ
على أطراف الحُلْم
أُناجيها ...؟
يا امرأةً
تلثُمُ وجهَ الزّهرِ
فيرقصُ مخموراً
يرقصُ ... يرقصُ ... يتعبُ ...
يغفو في حضن سحابة
ترتشفُ الغيمةُ سحرَ أنوثتها
فتُعتِّقهُ
عبقاً يسري
في جسد الأحلام
تمطرُ ماءً
قمحاً
ورداً
وتراتيل ...
غازِلْ يا وردُ
مليكَتكَ النّعسى
وارشفْ من عِطر أُنوثتها
عبَقاً أكثرْ
ما زلنا
نرتشفُ اللحظاتِ ندامى
وتدورُ برأسينا
قطرات الوجد
وعلى البُعدِ تَعانقَ طيفانا
والكأسُ المترعُ فجراً
يرمقنا نشوانا
من يخبرُكِ الآنَ بأنّي
أجرعُ من شوقي ألوانا
وبأنّي
غنّيتُكِ لحناً
يتسامى
فوق جراحي
يا تلك السّاكنةُ بأبراج اللهفة
كيف تسلّلتِ
إلى روحي
في غفلةِ كلِّ الحرّاس
وتربّعت على عرشي
دون النّاس
كفراشات في الحقل
تطوفُ بنبراسِكِ أحلامي
كالأرض العطشى
ترنو لسحائبِ روحِكِ أيّامي
يا من في هيكلِها
تاهتْ منّي الصلواتُ
وضاعتْ أقلامي
آهٍ لو تدرين
كم يشتاقُ إليكِ غمامي
كم حمّلتُ إلى عينيكِ
على الأنسام
هُيامي ...
ما زلنا
عصفورين
على غصن الغربة نتناجى
نتساقى حرَّ الشوق إلى الّلقيا
مَن للمحرومَيْن على البعد
بترياق
جفَّ الهمسُ
وشاب الرّأسُ
وعشِيَتْ في ليل تَرَقُّبِنا
الأحداق ...
عشِيَتْ في ليل ترقُّبنا
الأحداااااااااق ...
![]() |
الشاعر زرياب الجنوب
|
عسى - شعر: زرياب الجنوب - ص.م - الأردن
حينَ تراءى الطيفُ
وكنتُ ألاحقُ بعضي
في غار الذِّكرى
تتقاذفُني الأشواقْ
حين أطلت ...
قالت: اكتبْ
ماذا أكتبْ ؟
قالت: اكتبْ
ماذا أكتبْ؟
قالت: اكتبْ
اكتبْ يا حلو القشرة
يحمِلُ في القلب مرارَ الأيَّامِ
كما الدُّرَّاقْ
اكتبْ باسم امرأةٍ
أوجعها الشرقُ
بشرقيٍّ
لا يُدركُ معنى
أنْ تُشرِقَ أنثى
اكتبْ باسم امرأةٍ نَفَخَتْ
في ديجوركَ
فارتدَّ بصيراً
وأفاقْ
هاأنذا
أرسُمُ في دَفترِها
أوّلَ هَمْسٍ
يُمْطِرُها مِنْ جَنّة شِعْري
لِتُرَدّدُهُ الغَيْمةُ لحناً
تَشْدوهُ الآفاقْ
ويراعٍ ساقَتْهُ إليَّ
أقْسَمَ أنْ يَسْتكتِبَ
مِنْ عينيها
أوَّلَ حَرْفٍ
في سِفْر العُشّاقْ
يا دفْتَرَها
يا أرْضاً آليْتُ زراعَتَها
شعراً وجُنونا
كم أخشى من نار صهيلي
أنْ تُفسِدَ طُهرَ الأوراقْ
يا امرأةً
طافَ الجوريُّ بمخدعِها
يَتَشَهَّى الحُلْمُ زيارتَها
يختلِسُ البدرُ
النّظرةَ لبهاء طفولتِها
يتغنّى الحسّون
ببسمتها
كم أتشهَّى
لو كنتُ الليلَ وسادَتَها
لو كنتُ النّسمةَ
تعبرُ لفضاء عذوبتها
أتُرى سأظلُّ
على أطراف الحُلْم
أُناجيها ...؟
يا امرأةً
تلثُمُ وجهَ الزّهرِ
فيرقصُ مخموراً
يرقصُ ... يرقصُ ... يتعبُ ...
يغفو في حضن سحابة
ترتشفُ الغيمةُ سحرَ أنوثتها
فتُعتِّقهُ
عبقاً يسري
في جسد الأحلام
تمطرُ ماءً
قمحاً
ورداً
وتراتيل ...
غازِلْ يا وردُ
مليكَتكَ النّعسى
وارشفْ من عِطر أُنوثتها
عبَقاً أكثرْ
ما زلنا
نرتشفُ اللحظاتِ ندامى
وتدورُ برأسينا
قطرات الوجد
وعلى البُعدِ تَعانقَ طيفانا
والكأسُ المترعُ فجراً
يرمقنا نشوانا
من يخبرُكِ الآنَ بأنّي
أجرعُ من شوقي ألوانا
وبأنّي
غنّيتُكِ لحناً
يتسامى
فوق جراحي
يا تلك السّاكنةُ بأبراج اللهفة
كيف تسلّلتِ
إلى روحي
في غفلةِ كلِّ الحرّاس
وتربّعت على عرشي
دون النّاس
كفراشات في الحقل
تطوفُ بنبراسِكِ أحلامي
كالأرض العطشى
ترنو لسحائبِ روحِكِ أيّامي
يا من في هيكلِها
تاهتْ منّي الصلواتُ
وضاعتْ أقلامي
آهٍ لو تدرين
كم يشتاقُ إليكِ غمامي
كم حمّلتُ إلى عينيكِ
على الأنسام
هُيامي ...
ما زلنا
عصفورين
على غصن الغربة نتناجى
نتساقى حرَّ الشوق إلى الّلقيا
مَن للمحرومَيْن على البعد
بترياق
جفَّ الهمسُ
وشاب الرّأسُ
وعشِيَتْ في ليل تَرَقُّبِنا
الأحداق ...
عشِيَتْ في ليل ترقُّبنا
الأحداااااااااق ...

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق